جوائز فيلم فير Filmfare Awards 2024 للسينما الجنوبية الهندية
بقلم: جمال الدين بوزيان
من عنوان المقال، أستطيع إبداء رأيي الصريح مباشرة في هذا الفيلم، حيث الأفيش الخاص به أقوى من الفيلم نفسه، صورة الأفيش مبهرة، وتنبئ بفيلم مميز، وحكاية مشوقة فيها غموض وشخصيات مختلفة، وقصص متداخلة فيما بينها، وهذا فعلاً ما حاول صناع الفيلم عمله، لكني كمشاهد، شعرت بإحباط من الفيلم، ربما سقف توقعاتي اتجاهه كان أكبر مما تضمنه الفيلم.
من أفيش الفيلم، وقصته، يبدو أنه محاكاة لفيلمين معروفين بهوليود، ولأفلام أخرى، مثل Murder on the Orient Express، و Knives Out.
لكن، وكأنه فيلم صنع في فترة قصيرة_ وباستعجال_مع أنه كان يمكن أن يصدر في حلة عالمية وينجح في محاكاته للنسخ الأمريكية التي حاول التشبه بها.
صدر الفيلم أول مرة في شهر يناير 2022، لكن قصته تتحدث عن سنوات جائحة كورونا في الهند، مع أن الوباء يمثل جزءاً صغيراً من القصة، وليس هو المشكل الرئيسي في الحبكة، أغلب أحداث الفيلم تدور في منزل فخم بمرزعة لسيدة عجوز استقراطية، يتخاصم أبناؤها وأفراد عائلتها حول ميراثها ووصيتها حتى قبل وفاتها.
في الفيلم تفاصيل كثيرة، لكن جريمة القتل الواضحة، التي ارتكبها أحد أبطال الفيلم في البداية، أثرت على التشويق المنتظر من الفيلم، بينما نرى فيما بعد، قليلاً من الغموض والتشويق، بسبب اختفاء جثة الضحية، ومع ذلك، هناك تذبذب وعدم تماسك القصة نفسها، وكأن كاتبها ومخرجها مشتتان بين صنع فيلم غرائبي بوليسي غامض، وبين تتبيله ببعض الكوميديا والرومانسية والموسيقى والغناء، وهي بهارات إضافية كانت مسيئة للفيلم ومؤثرة سلبياً عليه، بينما كان الأفضل التركيز على زيادة وتيرة الغموض والغرائبية في القصة، بدءاً من طبيعة الشخصيات، والديكور والألوان، وجو المزرعة بصفة عامة، وعدم السماح للمشاهد بتوقع الأحداث، حتى لا نشعر أننا أمام فيلم تابعناه من قبل.
لم يحتوي الفيلم على نجوم كبار أو معروفين، بإستثناء المخضرمين Sanjay Mishra و Vijay Raaz، أصحاب الأدوار المساعدة في بوليود، و هما من الممثلين المتقدمين في السن، ممن لازالت بوليود بحاجة لهما، كلما تقدما في السن، إضافة إلى النجم الصاعد Amol Parashar، أما أكثر ممثلة تميزاً شكلاً وتمثيلاً في هذا الفيلم، هي Madhuri Bhatia في دور العجوز الثرية صاحبة المزرعة المتنازع عليها، ومشكل الفيلم ليس في الممثلين، لأنه حتى أصحاب الأدوار الثانوية، كانوا مناسبين لأدوارهم، ولم يكن أداؤهم ضعيفاً، المشكل كما ذكرت في أول المقال، هو فشل صناع الفيلم في إنجاز فيلم واضح المعالم، أو يمكن تصنيفه.
مخرج الفيلم هو Ram Ramesh Sharma، المعروف بعدد قليل من الأفلام في بوليود، بينما كاتب القصة ومنتجها هو السينمائي المعروف Subhash Ghai، رفقة شركات إنتاج أخرى، وهو صاحب التاريخ الفني الطويل، الذي ترك بصمات كبيرة في بوليود، بأفلام أصبحت تصنف ضمن أجمل أعمال الفترة الماضية، مثل: Taal، Pardes، Karz، Yaadein، Aitraaz، Kisna، ...........
لكن، يبدو أنه لم يكن موفقاً كثيراًفي فيلمه الأخير هذا، ربما كانت تنقصه لمسة نتفليكس أو إحدى منصات العرض الإلكترونية العالمية، لكي تقوم بتعديل التوابل الهندية التي لم يعرف صناع الفيلم كيفية توزيعها بمقدار مناسب، يحافظ على طبيعة الفيلم البوليسي الغامض.
المقال نشر بجريدة الدستور العراقية/ العدد: 5271
Comments