الاسكندرية في الفيلم المصري

إن أول ما يتبادر إلى ذهنك, عندما تتحدث عن الإسكندرية في السينما المصرية ,هي أفلام ابن مدينة الاسكندر المقدوني المخرج يوسف شاهين, والتي كانت جزءاً من رباعيته الشهيرة التي تحدثت عن سيرته الذاتية, ففي الأول (اسكندرية ليه) عام 1979 كان المكان معبراً عن تلك المدينة البحرية من خلال رصد الحياة الاجتماعية فيها, كما كان في الثالث (اسكندرية ..كمان و كمان) عام 1990, فيما كانت حاضرة في حالات العودة للماضي في (حدوته مصرية 1982), ولم تغب حتى بالاسم في عنوان آخر الرباعية

(اسكندرية _ نيويورك 2004).

أما عن علاقة الاسكندرية بالسينما فهي قديمة قدم النشاة نفسها, فبعد أقل من عام على ميلاد الفن السابع في العالم, وتحديداً في الخامس من نوفمبر من العام 1896,عرض فيها أفلام الأخوين لوميير في بورصة طومسون, وبعد أشهر قليلة قامت بعثة لوميير الأولى بتصوير عدة أفلام جسدت الحياة اليومية في المدينة.

و قد شهدت الاسكندرية حدثاً تاريخيا ً تجلى بإنتاج أول فيلم مصري بأموال مصرية ( زيارة جناب الباب العالي للمعهد العالي في مسجد سيدي أبو العباس )عام 1907..

و ربما تكريماً لتاريخها السينمائي أو لأهميتها الاستراتيجية, ظلت الاسكندرية حاضرة في الكثير من أفلام السينما المصرية بمختلف مراحلها , فشهدت فترة العشرينيات و الثلاثينيات من القرن الماضي حراكاً متميزاً يعود فضله للاستوديوهات التي أقاموها كل من محمد بيومي و الأخوان لاما و توجو مزراحي و محمود خليل راشد ..

و كانت الاسكندرية مكاناً لأحداث الفيلم الروائي ( رصيف نمرة 5) في العام 1956 و الذي أخرجه نيازي مصطفى وبالتحديد في ميناءها , فيما شهدت المدينة قصة حب عضو حزب الوفد (عيسى ) مع بائعة الهوى (ريري) في رواية نجيب محفوظ (السمان والخريف) والذي حولها حسام الدين مصطفى إلى السينما عام 1967, و على شاطئها الجميل غنى عبد الحليم حافظ في العام 1969 قاضي البلاج و الهوا هوايا في فيلم أبي فوق الشجرة الذي كتبه إحسان عبد القدوس و أخرجه حسين كمال , ليعود البحر ليشهد قصص وحكايات يستمع إليها الدكتور يحيى ( آسر ياسين) و الذي بات يعمل صياداً في رسائل البحر 2010..

هي قصص و حكايات عاشتها الاسكندرية على مدار أكثر من قرن من الزمن , لا تنتهي لطالما ماتزال تلك المدينة ملهمة لمبدعي السينما المصرية..

المادة قدمت لصالح فيلم فقير poor film