العمر المهني لبطلة الأفلام الهندية
- djameleddine bouziane
- 22 مارس 2023
- 3 دقائق قراءة

بقلم: جمال الدين بوزيان
المعروف في الوسط الفني السينمائي الهندي، أن العمر المهني لبطلة الأفلام الهندية قصير مقارنة بالأوساط الفنية الأخرى في العالم، سواء في بوليود أو في سينمات الجنوب الهندي، فعمر الممثلة التي تلعب أدوار البطولة في الأفلام شبيه بالعمر المهني لعارضات الأزياء، أو ربما يزيد عنه بسنوات قليلة.
من سن العشرين لغاية بداية الثلاثينات، هذا هو العمر الذهبي لبطلة الفيلم الهندي، وهي الفترة التي يجب أن تحقق فيها نجاحها و تقدم أحسن ما عندها.
طبيعة الأفلام الهندية هي التي فرضت هذا الأمر، وجعلته تقليداً متبعاً منذ ظهور السينما في الهند، حيث كانت أغلب الأفلام غنائية استعراضية رومانسية، أو مليودراما وأكشن مطعمة بكثير من الغناء والرقص وعلاقات الحب، لذلك كان دور البطلة يتطلب دائماً شابة صغيرة وجميلة، تتقن الرقص التقليدي والعصري، وتتقن حركات الرقص مع أغاني البلاي باك، التي تكون بأصوات مطربات لا يظهرن في الفيلم.
بالنسبة لدور البطل، يتطلب شاباً نعم، لكن العمر المهني للممثل البطل في الهند أطول من عمر الممثلة البطلة، ربما لأن التقدم في السن لا يظهر مبكراً عند الرجل و أصلاً لا يشترط عليه الجمال كثيراً بقدر ما تشترط ربما اللياقة البدنية.
وتاريخ السينما الهندية فيه الكثير من الأمثلة لممثلات لم يتجاوز عمرهن المهني أكثر من 5 او 10 سنوات كأكبر تقدير، بسبب التقليد المتبع عند صناع السينما عندهم، وبسبب الزواج وإنجاب الأولاد، وهو عامل يعتبر بمثابة تقاعد مبكر لأي ممثلة هندية مهما كانت شهيرة ومؤثرة.
لكن، حالياً، الوضع تغير قليلاً، لم تكسر بوليود وسينمات الهند القاعدة المتبعة، لكن أصبحت هناك مساحة صغيرة لتتحرك فيها النجمات اللواتي وصلن لما بعد الأربعين، ليس كلهن، بل النجمات ذوات الجمال المستمر مثل أيشواريا راي، وذوات الموهبة الكبيرة، مثل كاجول، راني موخرجي، وطبعاً مادهوري ديكسيت التي تجازوت الخمسين من عمرها.
العالم يتغير، في السنوات الأخيرة قبل جائحة كورونا وبعدها، تغيرت معادلات الربح والخسارة في الإنتاجات والعروض السينمائية العالمية، ودخلت منصات ومواقع إلكترونية بقوة لميدان الإنتاج والتوزيع والبث، مثل نتفليكس، وبسبب المنافسة القاتلة والمستمرة تنوعت أفكار الأعمال الفنية وتطورت، وأصبح السباق حول من يبتكر أغرب فكرة، سواء في الأفلام أو في الدراما التلفزيونية، أصبح المنتجون شبه مهووسين بالأفكار الجديدة جداً والأكثر غرابة.
هذا التغيير، كان له تأثيره على بوليود والإنتاج الفني الهندي سواء السينمائي أو التلفزيوني، مثلها مثل كل باقي الإنتاجات العالمية، مما خلق فرصاً للنجمات المسيطرات سابقاً واللواتي بلغن الأربعين وأكثر، رغم أن أغلبهن منشغلات بالعائلة والأنشطة الاجتماعية، لكن بإمكانهن لعب أدوار البطولة كما في السابق، على الأقل فيلم واحد في السنة، لكن مع اختلاف في نوعية وطبيعة الأفلام والقصص التي يمثلونها.
مثلاً، كاجول في فيلم Tribhanga سنة 2021، مثلت دوراً مختلفاً عن المعتاد طيلة مشوارها الفني، دور أم لفتاة متزوجة، وكانت كاجول هي البطلة الرئيسية، مع أن المعتاد والغالب في بوليود دور الأم بهذه الطريقة يكون دوراً مساعداً أو ثانوياً.
أيشواريا راي في أفلام مثل: Fanney Khan سنة 2018، Ae Dil Hai Mushkil سنة 2016، Jazbaa سنة 2015، و أيشواريا مقبلة سنة 2022 و 2023 على تمثيل بطولة فيلم تاميلي تاريخي ملحمي من جزئين.
ماهدوري ديكسيت في فيلم: Kalank سنة 2019.
راني موخرجي في أفلام مثل: Hichki سنة 2018، Mardaani 2 سنة 2019، Bunty Aur Babli 2 سنة 2021، وفي برنامج أعمالها لعب بطولة فيلم آخر سنة 2022.
هؤلاء الأربع ممثلات اللواتي تجاوزن الأربعين، هن من أهم البطلات اللواتي صنعن مجد بوليود منذ التسعينات لغاية يومنا هذا، كن و لازلن ناجحات جداً ومؤثرات، لذلك استمراريتهن تعتبر إضافة لبوليود مع أدوار تناسب أعمارهن، خاصة مع أزمة عدم وجود نجمات لافتات من الجيل الجديد، رغم أن أغلبهن مدعومات، لكن بقي وهج النجمات القديمات يغطي عليهن، أو بالأحرى موهبتهن وأعمالهن الناجحة السابقة تجعل المقارنة صعبة جداً.
المقال نشر بجريدة الدستور العراقية/ العدد: 5118
コメント