top of page
Crystal Salt

نضال حسن و السينما ....فيلم طويل مازال يُكتب

تاريخ التحديث: ١١ يناير ٢٠٢٣





المشهد الأول : أرمينيا _يريفان تعود معرفتي بالمخرج نضال حسن للأشهر الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي , عندما التقيته للمرة الأولى في السكن الطلابي في العاصمة الأرمينية يريفان لنترافق معاً الطريق لأول مرة إلى معهد السينما , لتتوطد العلاقة فيما بعد إلى صداقة حقيقية اجتمعنا فيها على حب السينما....

نضال حسن ترك دراسة الهندسة في سوريا ليدرس الإخراج السينمائي , شغفه وعشقه الذي لا ينتهي , و قد عزز هذا العشق قدرته على اتقان اللغات الأجنبية , فهو يتقن الروسية وهي اللغة التي درس بها بالإضافة إلى اللغة المحكية في البلاد وهي الأرمينية , مما مكنًه من امتلاك كل العناصر اللازمة ليكون صانع أفلام بامتياز , فهو قادر على خلق الأفكار الإبداعية متأثراً بقراءاته و مطالعاته المتنوعة , وكذلك يمتلك القدرة على تحويلها إلى عناصر سينمائية و التي امتلكها من خلال دراسته الأكاديمية بالإضافة إلى عمله في مسرح يريفان للبانتوميم خلال فترة دراسته ....

بعد أن أنجز فيلم التخرج / بشرة مالحة / وهو فيلم روائي تسجيلي طويل صوَره في مدينته طرطوس , والذي حصل على جوائز في أرمينيا واليونان وكندا وشارك في عدة مهرجانات عربية ودولية , عاد ليعمل في المؤسسة العامة للسينما في سوريا وليقدم خلال تواجده في سوريا أفلاماً قصيرة تنوعت ما بين الروائي والتسجيلي الوثائقي ..

المشهد الثاني : الفرح


أول أفلام نضال حسن مع المؤسسة العامة للسينما , وهو الذي قدم في حفل افتتاح مهرجان دمشق السينمائي الثالث عشر عام 2003 _احتفالاً باليوبيل الماسي للسينما السورية _ مستعرضاً فيه بــ 14 دقيقة تاريخ السينما السورية من خلال الطفل الحالم العاشق لهذا الفن _هادي _و الذي ربما يجسد فيه نضال طفولته, ومما يعزز هذا الشك انه توقف في استعراضه لتاريخ السينما السورية مع فيلم ( حب للحياة ) اخراج بشير صافية عام 1981 مع سماع صوت إسماعيل ( فايز قزق ) بطل فيلم (رسائل شفهية ) لعبد اللطيف عبد الحميد و هو من انتاج عام 1991 في التلفزيون الموجود بالقرب من بطل الفيلم وأمه , وهي الفترة التي تماهي فترة الطفولة التي عاشها نضال .

كما استعرض فيلم الفرح مشاهداً من ستة أفلام أخرى هي :

_المتهم البريء 1928 إخراج رشيد جلال و أيوب بدري

_تحت سماء دمشق 1932 إخراج إسماعيل أنزور و رشيد جلال

_ عابر سبيل 1951 إخراج أحمد عرفان

_ لمن تشرق الشمس 1957 إخراج يوسف فهدة

_ الوادي الأخضر 1962 إخراج زهير الشوا

_ السكين 1972 إخراج خالد حمادة

الفرح سيناريو وإخراج نضال حسن , فيما أدار التصوير الراحل عبده حمزة وقامت أنطوانيت عازرية بعمليات المونتاج وجسد دور البطولة الطفل مازن سلامة إلى جانب لينا حوارنة ...

المشهد الثالث: حكاية كل يوم



ثاني تجارب نضال حسن مع المؤسسة العامة للسينما وأنجزه عام 2007 رغم أنه كتب السيناريو قبل ذلك بسبع سنوات وهو فيلم روائي قصير يحكي في 11 دقيقة قصة خيانة إحدى الزوجات مع عشيقها رغم تناقض المشاعر ما بين رغبة العاشق الجنسية ورغبة المرأة بكسر الملل الذي تعيشه في حياتها ....

اعتمد نضال في هذا الفيلم على مونولوجات حوارية متناغمة بين أبطاله تظهر الدوافع الداخلية للعاشقين مع تنويعات في استخدامات احجام اللقطات المختارة لمشاهد الفيلم الداخلية والتي تشابهت من حيث البناء, فكلا العاشقين كان يبرر العلاقة للزوج المفترض وجوده وكانت تتحرك الكاميرا بين تارة وأخرى لرصد ردة فعله المتألمة من العلاقة , وكان الانتقال بين المشاهد مدروساً وسلساً لربط المشاهد مع بعضها لينتهي بلقطة النافذة المفتوحة مترافقة مع جملة البطل ( رح ضل آمن بهالشي ) ..

الفيلم أيضاً من سيناريو و إخراج نضال حسن , وأدار التصوير حنا ورد و فيما قام علي ليلان بعمليات المونتاج وجسد دور البطولة عبد المنعم عمايري , فارس الحلو و فدوى سليمان .

المشهد الرابع :جبال الصوان



فيلم تسجيلي وثائقي انتج عام 2009 , استعرض فيه نضال حسن مهنة النحت بالحجر ما بين جيلين مختلفين, فيتشابه أبو بيرم الرجل الخمسيني الذي يحترف هذه المهنة حباً بالفن مع هيثم الشاب العشريني الذي يمتهن نفس المهنة و يصرف كل ما يأتيه من أموال على هذه الحرفة , في بيئة من مكونات المجتمع السوري, والتي ربما لو عولجت روائياً لما نجحت في إيصال تفاصيلها بهذه الدقة ..

و يستعرض أيضاً هذا الفيلم مجموعة من الآراء لأصدقاء أبو بيرم , و لا يتوانَ في إظهار تجاعيد وجهه من خلال لقطات قريبة تظهر مقدار الخبرة التي يمتلكها هذا النحات في مهنته عندما تربط كلامه مع كمية تلك التفاصيل التي يظهرها وجهه , لتأتي المقطوعات الموسيقية لشربل روحانا والتي تقاطعت مع مواويل محلية وأحيانا مع صمت سينمائي مدروس لتكمل هذا الانطباع .. اللقطات الثابتة الطويلة هي الميزة الأكثر استخداما في الفيلم والتي ربما يحاكي فيها نضال معشوقه الروسي اندريه تاركوفسكي وقد احسن الاختيار لمثل هذا النوع من اللقطات, كما أحسن استخدام الأفيهات التعبيرية التي من المفترض أن تكون خارج سياق الفيلم كوسائل انتقال ما بين اللقطات, كتلك المرأة العجوز متساقطة الأسنان _ والدة أبو بيرم _التي تطلب عدم التصوير (ابني رجاءً لا تصور ) ..

الفيلم شارك في مهرجان دبي السينمائي عام 2009 و أدار تصوير الفيلم وائل عزالدين ونفذت عمليات المونتاج في شركة ايبلا للإنتاج الفني ..


المشهد الخامس : حكايات حقيقية عن الحب و الحياة و الموت و أحيانا ثورة



رغم أنً الفيلم يصنف ضمن الوثائقي الطويل إلَا أنه يستعرض حكايتين قصيرتين لامرأتين تتشابهان في المصير الأسود في المجتمع السوري , رغم اختلاف انتمائهما الجغرافي, فالأولى من ريف المنطقة الشرقية و تحديداً من عين العرب انتهت قصتها بالانتحار حين تلقي بأولادها الثلاثة، ثم تلقي بنفسها وراءهم في نهر الفرات بعدما عانت كثيراً في حياتها الزوجية ،و الأخرى من محافظة السويداء _جنوب سوريا _ لفتاة أحبت وتزوجت من خارج طائفتها، فاستدرجتها عائلتها بعد أن أعطتها الأمان، لتثأر من ثم لشرف العائلة بقتلها.

الفيلم أخرج بالتعاون مع المخرجة الدانماركية ليليث راموسن و رشح لجائزة المهر العربي في مهرجان دبي السينمائي الدولي للأفلام الوثائقية عام 2012 و كذلك عرض ضمن سهرة خاصة في مركز جورج بومبيدو في باريس على هامش فعاليات مهرجان أفلام الواقع الذي أقيم في العام نفسه , و كذلك عرض في دول أوروبية عديدة كألمانيا و اسبانيا و تركيا و سويسرا...

المشهد السادس : في الطريق إلى البيت ... بالقرب من كوباني .. في ظلال السنديان

أسماء لمحاولات فردية من نضال حسن بكاميرته الخاصة لرصد حالات ووقائع تعترضنا كل يوم و تحرك الحدس السينمائي لدى الفنان , فالمصدر الأهم للفكرة هو الواقع الذي نعيشه , و التي تتعزز بالجمل و العبارات التي ينطقها سكان هذا الواقع ...

الفيلم الأول قيد الانجاز, بينما تم عرض الثاني على منصة vimeo الخاصة بالمخرج بعد أن قام هو نفسه بعمليات المونتاج الخاصة به ..

أما الثالث فهو فيلم تسجيلي عن فعاليات مهرجان السنديان الثقافي صيف عام 2010 حيث اجتمع شعراء وفنانون تشكيليون وموسيقيون تحت ظلال سنديان قرية الملاجة , و قد اتسمت الصورة هنا بالبهجة والفرح والتي انعكست بوضوح في عيون الأطفال الحاضرين ..



المشهد السابع : السينما خيارنا الذي نحب

رغم تنوع المواضيع و المعالجات التي قدمها نضال حسن في معظم أفلامه , إلًأ أنها تشابهت في التعامل الجاد مع طبيعة الفن السينمائي فتوفرت فيها كل العناصر السينمائية و جسد فيها خبرة حياتية تراكمية ...

و كان سعيه الدائم ومازال لتطوير الفن السابع في بلده , إيماناً منه بأن السينما السورية تستحق أكثر من أن تكون مجرد رقماً في خارطة السينما العالمية , و يؤكد على أهمية الفرص المقدمة لمشاريع دعم الشباب باعتبار أنه في ظل الظروف والأوضاع الراهنة في سوريا فإن كل فرصة تعطي لهؤلاء الشباب مساحة و لو صغيرة يجب اكتسابها, رغم إدراكه لعدم جدية المشروع من قبل أصحابه على حد تعبيره , مع ضرورة توجيه هذا الدعم لغاية الوصول إلى مهرجانات عالمية لأن النوعية هي الأهم دائماً في العمل الفني ...

و تستمر كتابة المشاهد ......... نشر المقال كاملاً في العدد العاشر من كراسات الفيلم القصير / أغسطس 2020



١٠ مشاهدات٠ تعليق

Comments

Couldn’t Load Comments
It looks like there was a technical problem. Try reconnecting or refreshing the page.
bottom of page