بغياب 10 دول قدمت ترشيحاتها العام الماضي، إدراج 85 فيلماً ضمن القائمة الطويلة لأوسكار أفضل فيلم دولي.
أثار هذا الفيلم استحسان أغلب النقاد، من بينهم نقاد غربيين، وحقق إيرادات كبيرة في شباك التذاكر خلال عرضه بصالات السينما.
حاليا هناك مطالبات من الصحافة الفنية والرأي العام الهندي، بترشيح فيلم RRR للقائمة الطويلة لجائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبي لسنة 2023.
عنوان الفيلم هو اختصار لثلاث كلمات بالإنجليزية: Rise -Roar - Revolt، و هو مستوحى من قصة حياة الثوريين الهنديين Alluri Sitarama Raju و Komaram Bheem، لكن التفاصيل خيالية، و تم التصرف فيها كثيرا.
هو فيلم ملحمي طويل مدته 3 ساعات،إنتاج ضخم، بميزانية كبيرة، مقارنة بميزانيات الأفلام الهندية المعتادة، يحكي عن فترة الاستعمار البريطاني للهند، وبالضبط في العشرينات من القرن الماضي، عن بطلين ثوريين لعب دورهما كل من: N. T. Rama Rao Jr. و Ram Charan، لكن لكل واحد منهما رؤيته للثورة، وتخطيطه لذلك، وتطبيقه لها، وبدون حرق لأحداث هذا الفيلم، هو مليء بالأكشن والتشويق، متخم بالأفكار الثورية والتوابل السينمائية الهندية، خاصة حب الأرض، وقداسة الوطن، والتضحية بأي شيء في سبيل تحرير الهند.
بالفيلم ضيوف شرف من نجوم بوليوود، هما أجاي ديفغان، وعالية بهات، ومن سينمات الجنوب الهندي الممثلة شريا ســاران، كما شارك في التمثيل ممثلون أجانب، من إيرلندا: أليسون دودي و Ray Stevenson، ومن إنجلترا الممثلة أوليفيا موريس.
أما الإخراج و السيناريو فكانا لـ S. S. Rajamouli، بينما القصة لـ V. Vijayendra Prasad، والإنتاج لشركة DVV.
الفيلم به الكثير من المشاهد الدموية، والمعارك والحركات الصعبة، لذلك كان يحتاج لممثلين يملكان لياقة بدنية ممتازة، بينما العنصر النسائي في الفيلم لم يتم التركيز عليه كثيرا، رغم تأثيره أيضا في القصة، فخطيبة أحد البطلين، والتي تركها في القرية تنتظره، كانت حافزا كبيرا له للانتصار، بينما البطل الآخر، وقع في حب فتاة إنجليزية، ساعدته على إنجاز مهمته الثورية، ونجاح تمرده، بينما جاء الفيلم خاليا تماما من أي مشاهد حميمية أو عري، ربما لأن منصات العرض الإلكتروني ليست شريكة في الإنتاج أو التوزيع، أو ربما لأن طبيعة العمل ملحمية ثورية، لا تترك مجالا لأي حميمية تؤثر على البعد الوطني الكبير للقصة، التي تركز على وحدة شعب الهند مهما اختلفت دياناتهم، خلال ثورتهم ضد المستعمر البريطاني، حيث أحد البطلين، يتم إيواؤه من طرف عائلة هندية مسلمة لسنوات.
أما الأغاني، فلم تكن كلها كخلفية درامية، بل استخدمت بعضها أيضا بالطريقة العادية النمطية في الأفلام الهندية، بعضها أغاني راقصة واستعراضات محلية، وبعضها أغاني حماسية وطنية دينية، بينما أغنية جينيريك النهاية، كانت عبارة عن استعرض راقص، كلاسيكي حماسي وطني، عنوانه: Sholay، شارك فيه المخرج شخصيا وأبطال الفيلم، وكان بمثابة رحلة سريعة عبر كل أقاليم الهند التي شاركت في الثورة.
استخدم الفيلم أيضا تقنية الغرافيك في الأكشن ولعمل مشاهد الحيوانات البرية، التي استخدمها البطل في هجومه على البريطانيين، وكانت متقنة و شديدة الشبه بفيلم ماوكلي، خاصة أن البيئة الخارجية الغابية في القرى والأرياف الهندية، تشبه تماما البيئة التي نشأ فيها ماوكلي، وبالتالي، فالحيوانات المستخدمة في الفيلم، كانت تقريبا هي نفسها، لأنها تنتمي لنفس البيئة والبلد، نمور، فهود، ذئاب، دبـــبـــة، ...........
من المشاهد الأخيرة في الفيلم، والتي لها رمزية كبيرة، هو عودة الطفلة "مالي" المسروقة من طرف البريطانيين، إلى قريتها وقبيلتها بالغابة حيث يسكنون، كدلالة على عودة الحق لأهله مهما كانت التضحيات.
بقلم: جمال الدين بوزيان
المقال نشر بجريدة الدستور العراقية/ العدد: 5366
Comments