top of page
Crystal Salt

النوادي السينمائية في سورية



كتب : عوض القدرو

كثيرون اليوم في سورية ممن يحاول تقديم عروض سينمائية ضمن إطار مبادرات شخصية, أو من خلال جمعيات أو مؤسسات خاصة, ويطلقون عليها نادي السينما, أو تجمع سينمائي, أو بيت السينما, ويحاولون من خلالها أن تكون أشبه بنادي سينمائي. ولكن هناك فرق شاسع بين النادي السينمائي بمفهومه السينمائي الشامل وبين ما يتم تقديمه اليوم.

كان في سورية النادي السينمائي, والنادي السينمائي الطلابي ويتبع للاتحاد الوطني لطلبة سورية, والنادي السينمائي النسائي ويتبع للاتحاد العام النسائي, و النادي السينمائي الشبيبي ويتبع لاتحاد شبيبة الثورة, والنادي السينمائي الطليعي ويتبع لمنظمة طلائع البعث, وبالطبع كل هذه النوادي لم تكن بحاجة لميزانيات مالية ضخمة, فقط كانت بحاجة لأصحاب مشروع فكري وثقافي.

وقد كان أولئك الأشخاص موجودين وبكثرة, وأسماء كان لها حضورها الفكري, والثقافي على مستوى سورية, ولم يكن همها الاستعراض والتواجد ضمن دائرة الضوء, وبالفعل من عاش تلك الفترة,كبُر وحمل معه زاداً ثقافياً وفكرياً مميزاً, وذاكرةً سينمائيةً خصبة وغنية بأهم عناوين الأفلام, العربية منها, والعالمية, وأعتقد أنه اليوم لا يوجد الكثيرون ممن يملكون الاجتهاد الشخصي, والثقافة السينمائية الكافية لإنشاء نادي سينمائي على مستوى يلبي طموح كل من يرغب بتأسيس ثقافة سينمائية مهمة.


النادي السينمائي

قد يكون هذا النادي هو الأوضح والأكثر حضوراً بالنسبة للعروض السينمائية الخاصة, والنخبوية التي كان يقدمها, وبالضبط لا أعرف تاريخ نشأة هذا النادي الذي كان مقره خلف مشفى الإيطالي في القبو في مقر جمعية المنتدى الاجتماعي, وكان مدير هذا النادي الناقد السينمائي الراحل والمخضرم سعيد مراد زوج المخرجة هند ميداني, ومن يعرف تلك المرحلة, يذكر أنه كان غالبية أعضاء هذا النادي من كبار السينمائيين والمثقفين السوريين والذين تأثروا بالفكر الشيوعي والماركسي, حيث كان غالبية مخرجي المؤسسة العامة للسينما وبعض مخرجي الدراما من أعضاءه, ومنهم:

محمد ملص وأسامة محمد وعمر اميرلاي ونضال الدبس وشقيقه نبيل الدبس ومأمون البني وهيثم حقي وغيرهم من الأسماء, وأعتذر إن خانتني الذاكرة عن ذكر البقية.

وكانت هيمنة سينما الاتحاد السوفيتي واضحة على هذا النادي, حيث كانت جميع المعدات الفنية هدية من السفارة السوفياتية, والمركز الثقافي السوفيتي في دمشق, وكان رئيس النادي سعيد مراد مُشبع بالثقافة السينمائية السوفيتية, والأدب الروسي.

وكان يقدم هذا النادي عروضاً أسبوعية في مقره, وكان يقدم عرضاً في صالة كندي دمشق كل يوم ثلاثاء الساعة 9 مساء, حيث كان يتم اختيار فيلم من الأفلام التي تملك حقوق عرضها المؤسسة العامة للسينما, ويقوم بعرضها حفلة واحدة فقط.

ومن الأفلام التي أذكرها :

الفيلم التونسي الهائمون للمخرج ناصر خمير ,أفلام مهرجان مانهايم السينمائي, أفلام مهرجان كارلو فيفاري ولابيزغ, وفيلم القطارات المحروسة جيداً, والأفلام السوفيتية العريقة مثل الحرب والسلم, وعطيل وهاملت, وأفلام بازوليني وفيلليني وفيسكونتي وغيرها.

هذا النادي كان وجهاً مشرقاً من النشاطات السينمائية الخاصة في سوري, وتمتع بإستقلالية تامة.

١٤ مشاهدة٠ تعليق

Comments


bottom of page