بغياب 10 دول قدمت ترشيحاتها العام الماضي، إدراج 85 فيلماً ضمن القائمة الطويلة لأوسكار أفضل فيلم دولي.
كتبت ويندي إيدي:
ابتسم الحظ لـ آدي البالغ من العمر 17 عاماً (سيبريان تشيوجديا). إنه طويل القامة، ذو مظهر جميل وخلاب ومسحة رومانسية من تجعيد الشعر الداكن، متفوق دراسياً ومستقبله يبدو مشرقاً.
يعد الصيف الذي يقضيه مع والديه في قريتهم النائية الهادئة في دلتا الدانوب الخلابة، بأن يكون مثالياً، إلا إنه في إحدى الليالي تعرض للضرب المبرح، وتغير كل شيء، فإصاباته هي مجرد البداية، فالألم الحقيقي هو الذي يسببه والديه وحبهم المدمر.
الفيلم الثالث المنجز لـ إيمانويل بارفو، ثلاثة كيلومترات إلى نهاية العالم"Three Kilometers To The End Of The World" هو عبارة عن كارثة تتكشف بالحركة البطيئة، وقد تم تمثيل الفيلم بشكل رائع وبإيقاع متعمد، كرواية قهرية لتفكك عائلة وتغيير إلى الأبد.
الفيلم يشكل أول ظهور لبارفو في مهرجان كان، وهو أيضاً ممثل عمل سابقاً مع نجوم الموجة الرومانية الجديدة DNA مثل كريستيان مونجيو، وأدريان سيتارو، وكالين بيتر نيتزر.
تتجلى هذه الموجة الجديدة بشكل كبير في البناء المتزايد للتوتر في الفيلم وتشابك المتاهات من الخدمات والتهديدات والفساد. من الناحية الموضوعية، يمتلك الفيلم أرضية مشتركة مع فيلم كريستيان مونجيو "Graduation" (الذي يلعب فيه بارفو دوراً تمثيلياً داعماً)، فكلا الفيلمين يتكشفان عن حادثة التحريض على الاعتداء على طفل، وكلاهما يتعامل مع الآباء الذين يكافحون، ويفشلون في القيام بالشيء الصحيح.
تعد منطقة دلتا الدانوب مكاناً رائعاً، وهو مكان ذو سماء صافية وآفاق مفتوحة واسعة مليئة بالإمكانات والاحتمالات، وهذا أيضاً تناقض واضح مع ما نعرفه عن مجتمع أدي.
القرية مليئة بالعقول المغلقة والأبواب الموصدة، من العار والأسرار، وليس من المستغرب أن يحلم آدي بالانتقال إلى بوخارست. في مشهد تمهيدي، نراه يتحدث مع شخص غريب – سائح في المنطقة_ بعد أن اتخذ قراره بالفعل بزيارة الصبي الآخر في المدينة.
بارفو، الذي ظهر لأول مرة عام 2017 بفيلم Meda Or The Not So Bright Side Of Things الذي عرض لأول مرة في مهرجان سراييفو، وتبعه عام 2021 بفيلم Mikado في مهرجان سان سيباستيان، واثق بما فيه الكفاية باعتباره راوي قصص، حتى لا يشعر بالحاجة إلى إظهار كل شيء.
لا يقتصر الأمر على أننا لا نرى الاعتداء نفسه، بل فقط آثاره عندما يتعثر أدي في المنزل، ولكن يسمح له بارفو بالخروج من الإطار أثناء المحادثة الليلية المشحونة مع السائح.
الفيلم هو قصة آدي بالطبع، لكن الأمر يتعلق أيضاً بوالديه (بوجدان دوميتراش ولورا فاسيليو)، اللذين يكافحان لرؤية ابنهما الحقيقي خلف العدسة المشوهة، لمن وماذا يعتقدون أنه يجب أن يكون.
يريد والد "آدي" المتهور تحقيق العدالة ويرهب قائد الشرطة المحلية (فاليريو أندريوتا) لملاحقته، لكن الزعيم لديه ولاءاته الخاصة ومصالحه الذاتية، خاصة عندما يصبح من الواضح أن الأطراف المذنبة لديها علاقات قوية.
يمكن أن يمثل الفيلم كوميديا تراجيدية في بعض الأحيان، ولكن بالنسبة لـ آدي، فإن نهاية العالم كما عرفها ليست مسألة مضحكة.
Comments