عندما ترتدي الأغاني العربية الساري الهندي
- djameleddine bouziane
- 17 أبريل 2023
- 2 دقائق قراءة

بقلم: جمال الدين بوزيان
صناع الفن في الهند عموماً، وفي بوليود خاصة، معروفون باقتباس الألحان من أغاني عالمية وعربية، و أحياناً يتم اقتباس قصص الأفلام أيضاً، لكن مع إضافة ما يناسبها من توابل هندية تجعل العمل المقتبس يبدو كأنه هندي خالص.
أحياناً يوفق الهنود في هذا الاقتباس_سواء في الأغاني أو الأفلام_ لكن أحياناً لا تنجح عملية تحويل العمل إلى هندي ناجح، مثلا في الأغاني، أغنية داليدا الشهيرة "سالمة يا سلامة" غنتها Alisha Chinoy مع Anand Raj Anand سنة 2004 في فيلم Plan وتحت عنوان: Pyaar Aaya، وكانت البطولة فيه لسانجاي دوت، وبريانكا شوبرا التي رقصت في استعراض الأغنية، بلباس كثير العري، وفي بلاتوه يشبه الملهى الليلي، مما أدى لتشويه الأغنية التي ارتبطت في أذهان الجمهور بالحب والحنين للوطن والحبيب، وارتبطت بصوت داليدا أكثر من أي صوت آخر، رغم أن الأغنية الأصيلة للمصري سيد درويش.
أغنية أخرى يمكننا اعتبار بوليود قامت بتشويهها، لأنها لم تصنع لها استعراضاً يتوافق مع الكلمات الأصلية للأغنية التي تحمل شجناً كبيراً يتعلق بالهجرة والاغتراب، و آلام الفرد المغترب الذي يحن لوطنه، هي أغنية "يا الرايح" للجزائري دحمان الحراشي، واشتهرت في تلك السنوات لما أعاد غنائها رشيد طه في فرنسا.
الأغنية تم اقتباسها سنة 1999 تحت عنوان: Kali Nagin Ke Jaisi، في فيلم Maan، وكانت البطولة فيه لعامر خان ومانيشا كويرالا، لكن في الاستعراض شاركت راني موخرجي كضيفة شرف مع عامر خان، وفي هذه الأغنية أيضاً، كان الديكور كملهى ليلي، مع رقصات بوليودية غير مناسبة للأغنية، مع أن الممثلين هما من أكثر نجوم بوليود موهبة ورومانسية، كان يمكن جعل الأغنية رومانسية جداً و مؤثرة خاصة مع وجود راني موخرجي.
ومع ذلك، ذكاء الملحنين الهنود يجعلهم ينجحون في الاقتباس أحياناً، خاصة مع وجود ظاهرة الثنائيات في التأليف الموسيقي التي تكون مكونة من أخوين في الغالب أو صديقين، مع ضرورة توافق الاستعراض الراقص مع الأغنية الأصلية وطبيعة لحنها وكلماتها.
مثلاً: أغنية عمرو دياب حبيبي يا نور العين، تمت إعادتها سنة 2001 في فيلم: Style تحت عنوان: Mohabbat Ho Na Jaye، وكانت أجواء الاستعراض مناسبة جداً للحن ولموضوع الأغنية الأصلية، مع وجود مجموعة من النجوم الشباب، وجو البحر والرقص.
أغنية عطشانة لنجوى كرم، تمت إعادتها سنة 2000 تحت عنوان: Aksar Is Duniya Mein من فيلم Dhadkan، ورقصت في الاستعراض الممثلة ماهيما تشودري، وكان من نوع الاستعراضات التي تستمر مع سير أحداث الفيلم في نفس الوقت، فجاء معبراً جداً و مؤثراً مع قصة الفيلم التي تحكي عن معاناة زوجة حائرة بين زوجها الغني وعودة حبيبها الفقير لحياتها.
أغنية يا غالي لفرقة غيثارا، تمت إعادتها بطريقة صوفية شيعية مع إيقاع راقص، بعنوان: يا علي، من فيلم Gangster سنة 2006.
الأمثلة كثيرة من الأغاني المقتبسة، ولا يمكن حصرها وذكرها كلها في مقال واحد، لذلك ارتأيت التوقف عند أكثر أغنتين يرى الجمهور بأن بوليود قامت بتشويههما.
لذلك، من الأولى للهنود، الغرق في محليتهم، لأنها أساس نجاحهم، سواء من حيث الأغاني أو قصص الأفلام، والتاريخ السينمائي والغنائي للهند أثبت بأنهم وصلوا للعالم عبر قصصهم المحلية وألحانهم الهندية الحقيقية، وليس بالتقليد.
المقال نشر بجريدة التيار السودانية/ العدد: 6259
Comments