مدير مهرجان كان السينمائي" تيري فريمو"

المتحف السينمائي:

أشار تييري فريمو، مدير مهرجان كان السينمائي، إلى "حيوية السينما الحقيقية"، قائلاً إن لجنة الاختيار شاهدت ما يقرب من 3000 فيلم هذا العام.

وقال في ختام المؤتمر الصحفي لهذا العام المخصص لإعلان أفلام الدورة 78 من مهرجان كان السينمائي: "الجميع يرغب في صناعة الأفلام. قال الناس إن السينما ماتت خلال الجائحة، لكنها لا تزال حيةً بلا شك".

مع رقم قياسي بلغ 2909 أفلام روائية طويلة مقدمة هذا العام من حوالي 156 دولة، أشار فريمو إلى "عالمية الفكر والجغرافيا، سواءً للأفلام المصرية أو البرازيلية أو الأوكرانية أو الآسيوية.

تُصوّر هذه الأفلام العالم الذي يرغب الفنانون في إظهاره، عالم ليس صعباً ومليئاً بالتوتر والعنف فحسب، بل أيضاً عالماً يرغبون في رؤيته ينبثق".

وأشار إلى أن "هذا، إلى حد ما، عكس ما تُمثّله وسائل التواصل الاجتماعي، فقد يستخدم منشور على إنستغرام أو مقطع فيديو لغة السينما، لكنه ليس سينما، فالسينما تعني الذهاب إلى الصالات، وتعني إنتاج أفلام تُلزم المخرجين بتحمل المسؤولية، وفي اختيار هذا العام لدينا مخرجون يتحملون المسؤولية في تصويرهم للعالم."

وأشاد فريمو بالحضور الكبير للأفلام والنجوم الأمريكيين الذين توجهوا إلى الكروازيت هذا العام، ومنهم المخرجون ريتشارد لينكليتر في فيلم "Nouvelle Vague" الذي تدور أحداثه في فرنسا، وكيلي ريتشاردت في فيلم "The Mastermind"، وآري أستر في فيلم " Eddington"، وويس أندرسون في فيلم "The Phoenician Scheme" ضمن المسابقة الرسمية، بالإضافة إلى فيلم كريستوفر ماكواري "Mission: Impossible – The Final Reckoning" الذي يُعرض خارج المسابقة، ومجموعة من المواهب المشاركة في أفلام عالمية، بما في ذلك جودي فوستر في فيلم " Vie Privée" للمخرجة ريبيكا زلوتوفسكي.

وأشار إلى أن "السينما الأمريكية التي نعرضها لا تزال  ضمن نطاق سينما المؤلف".

وتابع فريمو :"ستكون السجادة الحمراء بمثابة تكريم من النجوم الكبار، ليس فقط ممثلين، بل مخرجين أيضاً... اليوم، يولد نجوم كبار أيضاً في المسلسلات وقنوات البث المباشر. أنا رجل سينمائي، لكنها طريقة جديدة لاكتشاف جيل جديد من صانعي الأفلام والكتاب."

وعندما سُئل عن إطلاق مهرجان هذا العام في وقت متوتر سياسياً بشكل خاص، أجاب فريمو: "كما نقول دائماً، مهرجان كان ليس سياسياً، الفنانون سياسيون، ولكن عندما يكونون سياسيين، نصبح سياسيين معهم. مهرجان كان السينمائي ليس رداً على أي شيء. نحن حدث ثقافي. نعلم أن الثقافة أيضاً على جدول أعمال بعض الرؤساء، لكننا لسنا هنا للإدلاء بأي تصريح. نترك لصانعي الأفلام وكتاب السيناريو والمنتجين التعبير عما يريدون."

"أستطيع عرض أفلام لستُ بالضرورة من مُحبيها، لكنني أُدرك أهميتها لأنها تُعبّر عن ماهية السينما اليوم. من المهم أن نُبيّن أن السينما لا تقتصر على الحب فحسب، بل هي تُناضل من أجل شيء ما، وهذه المجموعة مُركّزة على ذلك. تُظهر أفلام هذا العام وجود عالم آخر مُحتمل، في الوقت الحالي على الأقل. هذه المجموعة هي من صُنّاع الأفلام، فناني السينما المعاصرين، الذين يُريدون إظهار طريقة مُختلفة.

وأضاف: "نحن لا نختار الأفلام، بل الأفلام هي من تختارنا".

وقد اختير الفيلم الأول لـ أميلي بونين  PARTIR UN JOUR  لافتتاح المهرجان، وقد قال عنه فريمو : "إنه مليء بالأغاني، وخاصةً الأغاني الفرنسية، وهو أول فيلم روائي طويل لمخرجة، فيلم يمزج بين باريس والريف، ويتحدث عن الجذور والشباب والأسرة"

تضم المسابقة حالياً 19 فيلمًا، لكن فريمو قال إن الاختيار لا يزال قيد التطوير، وسيتم إضافة المزيد من الأفلام في الأيام المقبلة.

وأشار إلى أن "مهرجان كان أيضاً سوق، فعلينا أن نطلق فيلماً ونريد أن نمنحه أفضل فرصة ممكنة. كل منتج يرغب في أن يكون فيلمه ضمن المسابقة الرسمية، ولكن في بعض الأحيان قد يكون للفيلم مصير أفضل في قسم آخر. مهرجان كان هو المجموعة الكاملة المكونة من 60 فيلماً، وليس المسابقة فقط".

واستشهد فريمو بنجاح فيلم "The Substance" للمخرجة كورالي فارغيت، وقال إنه من المهم لفريق الاختيار أن يُعرض الفيلم لأول مرة ضمن المسابقة بدلاً من عرضه في قسم منتصف الليل، وهو ما كان واضحاً. ولكن ما حدث للفيلم كان مذهلاً، فهو يُظهر قوة مهرجان كان. نحن نعلم أن لدينا بعض القوة، ونمنح هذه القوة لكل فنان. الأمر لا يتعلق فقط بالفن، بل بكيفية استقباله، وهو أمر أكثر أهمية من أي وقت مضى".

أوضح أنه قبل عام، لم يكن ليتوقع النجاح اللاحق لأفلام المهرجانات الحائزة على جوائز مثل The Substanceو  All We Imagine As Light و Flow، لكنه يأمل في نجاح مماثل لبرامج عام ٢٠٢٥.

"لهذا السبب تُعد هذه اللعبة رائعة. لا أحد يعلم."

سيُقام مهرجان كان السينمائي في الفترة من ١٣ إلى ٢٤ مايو/أيار في مدينة كان الفرنسية.

للتعرف على كامل أفلام المهرجان يمكنكم زيارة الصفحة الخاصة بمهرجان كان على المتحف السينمائي.